.
تقفُ وحدكَ، في ظلام دامس، تُخفي وجهكَ بين كفيكَ ، ترتعدُ فرائصك، فكّاكَ يصطكّان، من شدة البرد، من شدة الخوف..غير مهم، فأنت لستَ تدري إلى أين تذهب، إذ لا أحد هنا بجوارك حتى الذي كان اسمه "الصديق الحق"..
تتذكّر يومًا ما أنّكَ أيضًا وقفتَ حائرًا، إنّما..
كثيرٌ من الناس حولك،
و أنتَ غيرُ قادر على استيعاب ما يجري..
لستَ تملكُ القدرةَ على التمييز.. التمييز بينَ عدوّك وَ صديقك..!
من منّا فعلًا يستطيع التمييز بين عدوه و صديقه؟ لا أحد، إلا أن تشتدّ علينا الظروف، لترشدنا، و تقول: ذلك هو الصديق الحق، و كل الجموع التي كانت تتجمّع حولك.. أصبحت الآن هباء.. أينهم؟!
وَ من تظن سيشعر بآلامك؟ لا أحد!
نعم ربّما يشفقون عليك،
لكن لا أحد منهم سيعرف بماذا تحس أنت و أي الأوجاع يحملها قلبك..
..
يومًا ما، ستضطرّ إلى أن تمضي وحدَكَ، أن تقف وحدك، أن تواجه ما كنتَ تخشاه وحدك.. لذا تعلّم ألّا تعلّق قلبك بالبشر، بكل شيء فانٍ.. علّقهُ بالله، وَ امضِ.
.
. Sept21,14 9:25 AM
إرسال تعليق