.
آهِ يَا عُنُقَ الزجاجة!
لعلّي لم أعي ما تعنيه "عنق الزجاجة" حقًا إلا في نهاية هذه السنة الدراسية ، و إن كانت بأكملها مليئة بالضغوط..!
عنق الزجاجة:
أن لا يكون بيني و بين الجنون سوى حَدّ شعرة!
أن أهذي خلال نومي بكلمات يحسبها السامع كلمات شعوذة: " سي سيتاسي، زودومونَس أريجنوزا، مَلَسيزيا فَرْفَرْ، إيشيريشيا كولاي، ترايكورا، لُوَا لُوَا،...." .. !!
أن أذهب للإختبار، و قد "طنّشتُ" الكثير من الأشياء، ليس لأن مزاجي يحثّني على ذلك.. إنما لأن الوقت لا يساعدني على أخذ حتى طلة عليها!
أن أدخل قاعة الإختبار و أنا لا أدري ما إذا نمت قبل ذلك ساعتين، ساعة، عشر دقائق، أم لم أنَم من الأساس؟!
أن تراودني تلك الأفكار السوداوية، و الوسوسات الشيطانية في أن أترك الطب لأهله، و أنعم بحياة كلها سعد، خالية من النكَد!
عنق الزجاجة .. عدّت، و ما زلتُ على قيد الحياة، و لم أفقد قواي العقلية بعد! الحمدُ لله .
..
بدأتُ هذه السنة بتفاؤل مخلوط ببعض الخوف.. كنتُ أخطّط و أذاكر باجتهاد، و كنت على ما يبدو أسير في الطريق الصحيح، إلى أن بدأت تتراكم عليّ الأعمال "فجأة" و تحيط بي من كل جانب! و حينها لجأتُ لفكرة "السحب" على بعض المحاضرات "اللي ما ليها داعي" :) ، و يا لها من فكرة حسَنة! ثم شيئًا فشيئًا استحسنتُ فكرة "النوم" أثناء المحاضرات التي أرى أن الدكتور لا يضيف فيها شيئًا إنما يقرأ فقط من شرائح العرض ..
و لا تلوموني، فالسهر لساعات متأخرة من الليل يحرمني من قدرتي على التركيز.. و لا تلوموني على السهر! فمواد هذه السنة -أغلبها- تعتمد على ما يسمى بالـ self-study ، فحضوري للمحاضرة من عدمه، و شرح المحاضرة من عدمه أيضًا؛ كل ذلك سواء!
و لا أدري هل المشكلة في "الدكاترة" مع كل احترامي لهم، أم هي طبيعة المادة؟ أم أن المشكلة فيَّ أنا؟!
..
و "على طاري" المواد، أذكر أهم تجربة لي -كما أرى- في مادة الـ (neuroscience) حيث يجتمع عشقي لمادة الفسيولوجي مع كرهي لمادة الأناتومي.. و حيثُ كنتُ أواجه مشكلة في تحديد مصدر شامل للمذاكرة في مادة الفسيولوجي نظرًا لكثرة المصادر، صرت أواجه المشكلة ذاتها ولكن لشحّ المصادر لا كثرتها! و أما الأناتومي فمشكلتي هيَ هيَ ذاتها، و إن كنت أرى أن المادة أصبحت أكثر متعة ..
..
الإنسان في حالة مستمرة من التعلم، فبغضّ النظر عما يسمى بالـ "درَجَات" أراني تعلمت الكثير الكثير مقارنة بالسنة الماضية .. كما أنني اكتسبتُ مهارات أكثر و طورتُ مهارات أخرى..
و إن سألتموني عن أهم درس تعلمته خلال هذه السنة فسأجيب :
لجسدك عليك حق .. لجسدك عليك حق .. لجسدك عليك حق !
..
صديقات الطب؛ طبيباتي الجميلات..
أنتنّ ربيع الطب! ممتنّة لتلك اللحظات التي قضيتها معكنّ، للفرح / للحزن / للأحلام / و حتى الإحباطات! للطب معكنّ لون مميز و طعم خاص!
أمي؛ أبي ؛ الأهل؛ و جميع الأحبة..
شكرًا لأنكم بجواري دائمًا، لا حرمني الله منكم..
شكرًا لكل من مد يد العون، جزاكم الله خيرًا و سدّد خطاكم..
شكرًا 212
..
ها هي سنواتي ما قبل المرحلة السرسرية قد تصرّمت، و لم يتبقَّ سوى فصل دراسي واحد و بعدها أبدأ مرحلة جديدة في الطب ..
و على قدر حماسي؛ تجول في خاطري مخاوف و أفكار كثيرة..
إلهي ،
إن كنتُ أهلًا لحمل هذه الأمانة، و تحمل هذه المسؤولية.. فامنحني القوة لمواصلة المشوار.
..
هنا تجدون:
أتابع مدونتكِ منذ سنة ثانية..في كلية الطب
الكاتبة التي بداخلك رائعة!
ومتيقنةٌ أيضًا أن الطبيبة بذات الروعة والمثابرة
موفقة أيتها الرباب :)
سعيدةٌ بإطرائكِ عزيزتي،
وَ سعيدة أكثر بمرورك من هنا..
شُكرًا لجمالكِ =)