.
للاستماع لهذه التدوينة: من هُنا
للاستماع لهذه التدوينة: من هُنا
كتابة الأهداف شيء مهم إذا ما أردت أن تحقق النجاح، كلام طالما سمعته!
في عام ٢٠١٢ كتبتُ قائمة أهداف لأحققها خلال تلك السنة. تلك كانت أول مرة أضع فيها أهدافًا سنوية، و في السنة التالية قررتُ جعل كتابة الأهداف عادة سنوية، إذ بعد انتهائي من اختبارات منتصف السنة التي كانت تصادف عادة آخر شهر ديسمبر و بداية شهر يناير؛ أقوم بحذف جميع وسائل التواصل الاجتماعي من هاتفي الذكي لمدة ٤ أيام أسميها بـ "العزلة" لأمنح نفسي مساحة للتأمل و التفكير بالإنجازات التي حققتها و الأهداف التي أريد تحقيقها في العام الجديد. فكرة قطع وسائل التواصل الاجتماعي كانت تروقني كثيرًا، ليس لأنني أجد الكثير من الوقت لنفسي فحسب، بل لأنها تمنحني شيئًا من الصفاء الداخلي و فرصة للتأمل في العالم الخارجي دون أن أنشغل بأي شيء آخر. في عام ٢٠١٨، لم أجد وقتًا مناسبًا لأخذ هذه العزلة، فقد كنتُ حينها طبيبة امتياز و طبيعة العمل المتواصل و التحضير لاختبار رخصة الممارسة الطبية يحتمان عليّ البقاء على تواصل دائم مع الزملاء. ساءني ذلك في البداية لأنني لن أتمكن من كتابة أهدافي بالطريقة التي اعتدت عليها، ثم بعد ذلك تساءلت ماذا لو لم أضع لنفسي أهدافًا خلال هذه السنة؟ هل سيتغير شيء؟ هل هناك أهمية أصلًا لكتابة الأهداف؟ أم أن ذلك كله محض هراء؟ قررتُ ألا أكتب أهدافًا لتلك السنة، و النتيجة؟ حققت الكثير من الإنجازات التي لا تقل عن السنوات الماضية بل قد تزيد عليها!
فأين المشكلة؟
راجعتُ طريقتي لكتابة الأهداف - وكنتُ أحرص على تطوير طريقتي سنةً بعد أخرى- : في البداية وضعتُ لنفسي أهدافًا و كانت مُبهمة بعض الشيء ثم نسيتها في أحد الأدراج. بعد ذلك قررت أن أكتبها في ورقة و علقتها على لوح أمام مكتبي بحيث أراها يوميًّا، ثم قررت أن أكتب بجانب كل هدف كيف أستطيع تحقيقه و كذلك وضعت تذكيرًا في الجوال لأقوم بمراجعة هذه الأهداف كل ٣ أشهر، لكن شيئًا ما لم يتغير! لماذا؟ لأنه كان لا بد من كتابة خطة واضحة لتحقيق هدفٍ ما، بالإضافة إلى متابعة تقدمي باستمرار، كان لا بد من العمل على تحقيق هذه الأهداف بشكل متواصل.
و الآن استوعبت المشكلة، فما هو الحل؟
بعد أن حددت أهدافي لسنة ٢٠١٩، حاولت صياغتها على طريقة SMARTأو (الأهداف الذكية)، ثم خصصت مجلدًا لهذه الأهداف في هاتفي الجوال، و قبل بداية كل شهر كنتُ أكتب أهدافًا لأنجزها خلال الشهر الجديد مبنية على أهداف السنة التي حددتها مسبقًا، ثم من القائمة الشهرية أخصص أهدافًا لكل أسبوع ثم لكل يوم.. مع نهاية هذه السنة، أستطيع القول أني أنجزت الكثير، فالطريقة التي اتبعتها ساعدتني على تذكر أهدافي دائمًا و العمل عليها باستمرار.. و برأيي، فإن كتابة الأهداف فنّ ما زلت أحتاج لتطوير نفسي فيه. سأحاول في سنتي الجديدة الاستفادة أكثر من الأدوات المتاحة على الأجهزة الذكية لتسهل عليّ ترتيب الأهداف "زمنيًا" و متابعة تقدمي.
ما تعلمته من تجاربي السابقة أن الأهداف لن تتحقق بمجرد كتابتها و لا حتى بمجرد تذكرها، بل لا بد من رسم طريق واضح حتى نصل للهدف، و الأهم من ذلك أن نتابع المسير على هذا الطريق.
إرسال تعليق