رباب عبدالله
.

إلى صديقي السكري.. 
أتذكر السنوات التي قضيتها معك.. كم سنة مرت؟ لا يهم، المهم هو أنني -ربما- أقضي حياتي كلها معك "و أقول ربما تفاؤلًا"

يا صديقي، عند تشخيصي كنتُ أظنُّ أن التعامل معك سهلٌ جدًّا، كل ما عليّ هو أن ألتزم بالحمية الغذائية، و بالرياضة و الدواء.. ما كنت أدري وقتها أن حياتي ستعتمد كُليًّا على "الإنسولين"، لم أكن أعرف شيئًا عن ارتفاع السكر أو انخفاضه، و لا حتى مضاعفات السكري..
شيئًا فشيئًا بدأت أتعلم، كيف أحقن إبرة الإنسولين، متى يكون السكر مرتفعًا أو منخفضًا و ماذا يجب عليّ أن أفعل وقتها، عن الحمية الغذائية، عن المضاعفات و كيف أقي نفسي منها، تعلمت كل ذلك و أشياء أخرى.. غير مقتصرة على الصحة، الصبر وقوة التحمل مثلًا.. فكم حملتني يا صديقي مهمة تنظيم السكر، و لم تكن يومًا مهمة سهلة.. لأنني قد أنجح فيها و قد أفشل في أحيان أخرى، و حينما أفشل قد لا يكون السبب واضحًا لي.. و هنا لابد أن أن أبحث عن السبب: عدوى مختبئة/ مرض، خلل في المضخة/ الإنسولين، تغيرات هرمونية/ ضغوطات...
أعترف أنني أنشغل عنك أحيانًا بحياتي/ بهمومي/ بدراستي.. و قد أهملك، لكنك تعاقبني بعدها!
 تعلمني أنني يجب أن أكون لطيفة معك حتى تكون لطيفًا معي.. أن أهتم بك أكثر من أي شيء آخر.. و أن أكون صديقة لك. 
يا صديقي العزيز و المدلل، سأغض طرفي عن التعب الجسدي، لكن.. أجبني ماذا عن التعب النفسي؟ 
محال أن ألقى منك جوابًا غير أني ما زلت مدينة لك بأشياء كثيرة أنت علمتني إياها..

يا صديقي أنا لست ناقمة عليك، إنما يقولون أن العتاب من المحبة :)
و أحمد الله  جل علاه على جميع عطاياه التي أنت أحدها..

0 التعليقات

إرسال تعليق

Join me on Facebook Follow me on Twitter