رباب عبدالله
.
سبع سنوات، منذ أن تلقيت الخبر -خبر إصابتي بالسكري-.. و منذ أن قطعت على نفسي عهدًا أن أكون "سكريّة مثالية"، أو هكذا تخيّلت.. إذ لم يكُن في مخيّلتي وقتها أدنى تصور عن الحياة مع السكري بالأخص إذا كانت حياتك ستعتمد على دواء اسمه "الأنسولين" و هذا الدواء لا يمكن أخذه إلا عن طريق الحقن..
ظننتُ أنّ حياتي مع السكري ستكون سهلة إذا ما التزمتُ بكل شيء، بالأكل الصحي، بجرعات الأنسولين، و بالرياضة.. لكنّ الحق أن الالتزام بهذه الأمور ذاتها ليس سهلًا، فضلًا عن أن انتظام السكر ليس متعلقًا بهذه الأمور فحسب!
أضرب لكم مثالًا أو ربما أمثلة من واقع حياتي -بعيدًا عن المثالية-
كنتُ عند اصابتي في نهاية المرحلة الثانوية، و كنت حينها ملتزمة بكل شيء، لدرجة أنني استطعت انزال مستوى السكر التراكمي من١١.١ إلى ٧.٣ خلال الثلاثة الأشهر الأولى من اصابتي.. و استطعت أن أحافظ على مستويات السكر لدي إلى أن انتقلت إلى المرحلة الجامعية، حيث صار من الصعب عليّ أن أتحكم بسكري، فالدوام الطويل كان يعرضني للإنخفاض، طبيعة مفعول الإنسولين كانت تعرضني للارتفاع عند عودتي للمنزل، و الضغط الدراسي كان يحرمني من ممارسة الرياضة.. و النتيجة "لخبطة السكر" طبعًا، و حينها كان يجب علي أن أغير نظام جرعات الأنسولين، و ليس من خيار أفضل من المضخة.. تحسن سكري بشكل ملحوظ، بل إن حياتي كلها تحسنت مع المضخة.. لكن المضخة لا تعني شفائي من السكري، إذ لا بد لي من ملاحظة سكري دائما، كما أن المضخة منحتني حرية كبيرة في تناول الأطعمة لكن هذا لا يعني أنه بإمكاني أكل ما لذ و طاب، لا بد لي من "الحساب و المحاسبة".. أعني أن أحسب كمية الكربوهيدرات في كل وجبة و أن أحذر من الإكثار من السكريات بالأخص إذا كان سكري مرتفعًا..
كنت منتظمة على حساب الكربوهيدرات، لكنني لا أستمر على هذا الانتظام بالأخص في أيام الاختبارات.. إذ تقل شهيتي للطعام في تلك الأيام فيصعب علي تقدير الكمية التي "أستطيع" أكلها.. و لذا فإنني عادة ما أهمل حساب الكربوهيدرات في تلك الأيام، ثم بعدها أعود لرُشدي، و أنتبه لسكري و وجباتي..
أما في الآونة الأخيرة، فيبدو أنني بدأت أدخل في دائرة "الإهمال"..
بدأت القصة عند قرب الإختبارات النهائية للسنة السادسة في كلية الطب، و حيث أن تقديم الاختبارات كان خبرًا مفاجئًا، فإنني وقتها كنت في حالة توتر و ضغط شديدين.. لا تسألوني كيف كان سكري في تلك الأيام فأنا نفسي لا أدري. انتهت الاختبارات، و أقبل الشهر الكريم، شهر رمضان حيث يتغير نظام حياتي، ابتداءً بنوع و كمية الطعام و انتهاء بأوقات النوم.. لم يكن سكري منتظمًا هذا كل ما أذكره.. و بعد انتهاء الشهر، بدأت مرحلة جديدة لم أعتد على نظام الدوام فيها.. هي مرحلة الامتياز، حيث ساعات الدوام الطويلة، و المناوبات.. و أنا دائمة الحركة أثناء الدوام، بالإضافة إلى أنني أنسى نفسي و كل ما حولي حينما أنهمك في عملي.. فلا أعرف عن سكري شيئًا أثناء الدوام، معتمدة على أعراض الانخفاض و الارتفاع فحسب.
و قد يكون نظام مراقبة السكر المستمر-الحسّاس (continuous glucose monitoring) حلًّا مناسبًا، لكنني لا أرى أن المشكلة تكمن هنا، إنما تكمن فيَّ أنا.. فأنا ما عدت أهتم أصلًا. ما الشيء الذي قادني إلى طريق الإهمال؟ لا أدري!
لكنني على الأقل ما زلت ملتزمة بطعامي فأنا لا "أخبص" في الأكل إلا قليلًا، و أحاول قدر استطاعتي أن أمارس الرياضة.. سكري التراكمي HbA1c غالبًا ما يكون في ضمن الحدود الطبيعية و لله الحمد..
لكنّ أشياء أخرى تحدد مدى انتظامي أيضًا، فمثلًا:
أنا لا ألتزم بفحص قدميّ، 
و لا أقيس سكري بانتظام قبل أو بعد الوجبات بالذات إذا كنت خارج المنزل، 
لا أحسب كمية الكاربوهيدرات في وجباتي
أنسى تغيير الـ infusion set كل ٣ أيام في المضخة!
و غيرها أشياء كثيرة،
لست مسرورة بهذا الوضع بالتأكيد، لا بدّ لي أن أفكر في الأمر مليًّا حتى أعود لرشدي، و ها هي ذي أول خطوة قمت بها "الاعتراف".. 
أعي تمامًا أن الحياة مع السكري ليست سهلة، كما قلت مسبقًا فأشياء أخرى كثيرة تتحكم بمستوياته غير الانتظام.. لكن، من الناحية الأخرى عليّ أن أبذل وسعي و أن أتجنب الإهمال.. و الله المستعان.
1 التعليقات
  1. halbyrtjadan Says:

    Top 10 Casinos with Slot machines near me - MapyRO
    Slot machine locations for casinos in 서산 출장안마 PA 군포 출장마사지 and PA 아산 출장안마 are located in 안성 출장샵 a few local and international markets. The following three land based casinos will not be found 여주 출장샵


إرسال تعليق

Join me on Facebook Follow me on Twitter