.
يبدأ الإنسان في طرح الأسئلة في مراحل مبكرة من حياته.. أتأمل أحيانًا في الأسئلة "العجيبة" التي يطرحها أطفال عائلتنا، يسألونني مثلًا: "ماذا تفعلين؟"، فأجيبهم، ثم يسألونني "لماذا؟".. ُأجيب، لكنهم لا يكتفون بهذا بل يواصلون بـ "لماذا؟" و "لماذا؟" إلى أن أعجز عن جوابهم ثم أضطر إلى تغيير الموضوع و أحيانًا لا تنطلي عليهم هذه الخدعة بل يعاودون السؤال! أتساءل يا تُرى هل كنت أسأل (لماذا) كثيرًا حينما كنت طفلة؟
الأسئلة؛ هي الوقود الذي يحركنا حتى نصل للإجابات "الاكتشافات/ الحقيقة"، الخطوة الأولى للتعلم.. و أساس كل بحث سؤال.. (سؤالٌ، فبحثٌ، فإجابة)
نكبر، و تكبر معنا أسئلتنا.. و أحيانًا قد نحتاج لوقت طويل حتى نصل للإجابة..
مع بداية مرحلة المراهقة، كان السؤال الذي يشغلني على الدوام هو (من أنا؟).. كيف أعرّف نفسي؟ بِاسمي؟ بانتماءاتي؟ بهواياتي؟ بطموحاتي؟.. كان هذا السؤال بداية رحلتي في "البحث عن الذات" ، لا أستطيع القول أني وجدت إجابة شافية حتى الآن، لكني عرفت الكثير عن نفسي ـ و عرفت أنّ (أنا بالأمس) ليست (أنا اليوم) و لن تكون (أنا في المستقبل)، طبيعتنا نحن البشر أن نتغير... (هل يوجد شيء ثابت يمكن أن يُعرّف الإنسان به نفسه؟)
أما الآن فأفكر بأسئلة أخرى مثل:
-(ما غايتي في هذه الحياة؟) قد تبدو الإجابة لي واضحة، و لكن (كيف أصل لهذه الغاية؟)
-(من الشخص الذي أريد أن أكونه؟) من سأكون مستقبلًا...
الأسئلة التي تتمحور حول "الذات" من أصعب الأسئلة التي قد تحتاج لكثير من التفكير و التأمل.. فهي ليست كتلك الأسئلة التي ستجد إجابتها بالبحث في العم "قوقل" أو بسؤال من يفوقك خبرة، أو حتى باتباع "منهج علمي".... لأنك أنت وحدك من تعرف نفسك و أنت وحدك من تملك الفدرة على الجواب.
إرسال تعليق