.
مَضَت سنتي الثانية، مضت وَ قد ظننتُ أنّها لن تمضي فَما أطولها من سنة!
سنة ثانية، بدأتها بحماس كبير.. ذلك الحماس الذي بدأ منذ آخر اختبار لي في "سنة أولى" ثم ما لبث أن انطفأ، وَ كنتُ كلّما حاولتُ إشعاله مرة أخرى تطفؤه الاحباطات .. احباط تلوَ احباط..!
كلّما أتيتُ أحمل آمالي، رجعتُ أجرُّ أذيال خيبتي!
كنتُ أسأل نفسي مرات عدة: لماذا؟ أين الخلل..؟! هل أنا قادرة على مواصلة المشوار؟! هل مكاني الصحيح هنا في كلية الطب؟!
سنة ثانية كانت سنة الفوضى؛ الفوضى في كل شيء.. الفوضى من قبل أن نبدأ الدراسة إلى أيام الاختبارات النهائية.
***
حسنًا، دعونا من الكلام الذي كتبته في الأعلى، فإنّه كلام تغلب عليه العاطفة ، و لأتحدث بشيء من "العقلانية" :p
قلتُ مسبقًا بأنني يجب أن أغير طريقتي "القديمة البالية" في المذاكرة، و الحقُّ أن مواد هذه السنة تفرض ذلك.. لا مجال لأنْ أعود لطريقتي القديمة شئتُ أم أبيت... حسنًا، لا تسألوني ما هي طريقتي القديمة.. لقد نسيتها..
تختلف طريقة المذاكرة من مادة لأخرى ، بل إن الطريقة تختلف في المادة نفسها حسب اختلاف الفصل و الدكتور..!
و بهذه المناسبة سأحكي لكم قصة الـ "physiology syndrome" .. مادة الفسيولوجي "وظائف الأعضاء" يا أحبتي مادة متعددة المصادر، و قُبيل أول "كويز" في هذه المادة قمتُ بجمع تلك المصادر و وضعتها أمامي ظنًّا مني بأني سأنتهي منها كلها "بالكثيييير" صباح يوم الجمعة.. آه يالي من "سوبر وومن"..! طبعًا بالكاد استطعت أن أنهي مصدرًا واحدًا =).. و في الاختبارات اللاحقة كنت أقوم بتضييع وقتي فقط على تحديد المصدر الذي سأعتمده.. وَ أبدأُ بالمذاكرة، ثم تبدأ الهلوسات: " ماذا لو جاء سؤال لم أذاكره هنا؟.. ماذا لو.. ماذا لو...؟!" ثم أقفز لمصدر آخر .. و هكذا إلى أن أستوعب أني لم أنهِ نصف الجزء المقرر، فأشعر بتأنيب الضمير..
و هنا أتساءل؛ فتاة مثلي، هل يمكنها إكمال الـ أربع سنوات الباقية بكامل قواها العقلية؟!! ^^"
من تجاربي الفاشلة خلال هذه السنة، تجربتي مع الأناتومي "مادة التشريح".. كنتُ قد رسمتُ تصورًا مختلفًا جدًّا عما رأيته، و حين لم يعجبني الواقع كرهته.. ببساطة!
ما زلتُ مقتنعة بأنّ هنالك خلل ما في طريقة تدريس هذه المادة، و أعلم أني بالإضافة إلى ذلك ارتكبت أخطاء خلال مذاكرتي لها .. عمومًا أنا لم أقع في عشقها، و لم و لن أحمل ذرة حب في قلبي لها =) .. عدّت و الحمد لله..
***
سنة ثانية، سنة ارتكبت فيها أخطاء كثيرة ، لكن الذي تعلمته منها أكثر.. و ما الذي تعلمته في سنة أولى يا ترى سوى "لا شيء" أمام ما تعلمته خلال هذه السنة..!
و أهم ما تعلمته هو ؛ إن أردت أن أقارن نفسي بشخص ما، فليكن هذا الشخص أنا ، و إن أردت إجراء تحدٍّ فليكن مع نفسي..
كثير من آرائي التي بنيتها خلال سنتي الأولى تغيرت الآن، على الرغم من ذلك؛ ما زلتُ أراني طفلة تخطو خطواتها الأولى في الطب.. طفلة غير قادرة على استيعاب كل ما يجري حولها.. تسقط مرة و تنهض أخرى ..
***
الحمدُ لله أن مضت هذه السنة على خير، الحمد لله على ما استطعتُ تحقيقه ، و هو ليس بجدّي و اجتهادي إنما بفضل الله و منّه عليّ..
لِـ "سنة ثانية": أقول؛ وداعًا .. وداعًا يا كُلّ إحباطاتي.. لن أتخلّى عن آمالي و أحلامي.
لِـ"سنة ثالثة" : أحمل هواجسًا وَ مخاوف ..وَ كان الله في عوننا..!
***
للذين وقفوا بجواري..والديّ/أهلي/صديقاتي/أحبّتي:
كونوا معي دائمًا.. ، أنا لن أستطيع مواصلة الطريق بدونكم..!
مليون "شُكرًا" لكم ،
وَ لـِ من ظَلّ صامدًا يقرؤني حتى هذه النقطة.
هنا تجدون:
سنةٌ .. في كُلية الطب ~
مَضَت سنتي الثانية، مضت وَ قد ظننتُ أنّها لن تمضي فَما أطولها من سنة!
سنة ثانية، بدأتها بحماس كبير.. ذلك الحماس الذي بدأ منذ آخر اختبار لي في "سنة أولى" ثم ما لبث أن انطفأ، وَ كنتُ كلّما حاولتُ إشعاله مرة أخرى تطفؤه الاحباطات .. احباط تلوَ احباط..!
كلّما أتيتُ أحمل آمالي، رجعتُ أجرُّ أذيال خيبتي!
كنتُ أسأل نفسي مرات عدة: لماذا؟ أين الخلل..؟! هل أنا قادرة على مواصلة المشوار؟! هل مكاني الصحيح هنا في كلية الطب؟!
سنة ثانية كانت سنة الفوضى؛ الفوضى في كل شيء.. الفوضى من قبل أن نبدأ الدراسة إلى أيام الاختبارات النهائية.
***
حسنًا، دعونا من الكلام الذي كتبته في الأعلى، فإنّه كلام تغلب عليه العاطفة ، و لأتحدث بشيء من "العقلانية" :p
قلتُ مسبقًا بأنني يجب أن أغير طريقتي "القديمة البالية" في المذاكرة، و الحقُّ أن مواد هذه السنة تفرض ذلك.. لا مجال لأنْ أعود لطريقتي القديمة شئتُ أم أبيت... حسنًا، لا تسألوني ما هي طريقتي القديمة.. لقد نسيتها..
تختلف طريقة المذاكرة من مادة لأخرى ، بل إن الطريقة تختلف في المادة نفسها حسب اختلاف الفصل و الدكتور..!
و بهذه المناسبة سأحكي لكم قصة الـ "physiology syndrome" .. مادة الفسيولوجي "وظائف الأعضاء" يا أحبتي مادة متعددة المصادر، و قُبيل أول "كويز" في هذه المادة قمتُ بجمع تلك المصادر و وضعتها أمامي ظنًّا مني بأني سأنتهي منها كلها "بالكثيييير" صباح يوم الجمعة.. آه يالي من "سوبر وومن"..! طبعًا بالكاد استطعت أن أنهي مصدرًا واحدًا =).. و في الاختبارات اللاحقة كنت أقوم بتضييع وقتي فقط على تحديد المصدر الذي سأعتمده.. وَ أبدأُ بالمذاكرة، ثم تبدأ الهلوسات: " ماذا لو جاء سؤال لم أذاكره هنا؟.. ماذا لو.. ماذا لو...؟!" ثم أقفز لمصدر آخر .. و هكذا إلى أن أستوعب أني لم أنهِ نصف الجزء المقرر، فأشعر بتأنيب الضمير..
و هنا أتساءل؛ فتاة مثلي، هل يمكنها إكمال الـ أربع سنوات الباقية بكامل قواها العقلية؟!! ^^"
من تجاربي الفاشلة خلال هذه السنة، تجربتي مع الأناتومي "مادة التشريح".. كنتُ قد رسمتُ تصورًا مختلفًا جدًّا عما رأيته، و حين لم يعجبني الواقع كرهته.. ببساطة!
ما زلتُ مقتنعة بأنّ هنالك خلل ما في طريقة تدريس هذه المادة، و أعلم أني بالإضافة إلى ذلك ارتكبت أخطاء خلال مذاكرتي لها .. عمومًا أنا لم أقع في عشقها، و لم و لن أحمل ذرة حب في قلبي لها =) .. عدّت و الحمد لله..
***
سنة ثانية، سنة ارتكبت فيها أخطاء كثيرة ، لكن الذي تعلمته منها أكثر.. و ما الذي تعلمته في سنة أولى يا ترى سوى "لا شيء" أمام ما تعلمته خلال هذه السنة..!
و أهم ما تعلمته هو ؛ إن أردت أن أقارن نفسي بشخص ما، فليكن هذا الشخص أنا ، و إن أردت إجراء تحدٍّ فليكن مع نفسي..
كثير من آرائي التي بنيتها خلال سنتي الأولى تغيرت الآن، على الرغم من ذلك؛ ما زلتُ أراني طفلة تخطو خطواتها الأولى في الطب.. طفلة غير قادرة على استيعاب كل ما يجري حولها.. تسقط مرة و تنهض أخرى ..
***
الحمدُ لله أن مضت هذه السنة على خير، الحمد لله على ما استطعتُ تحقيقه ، و هو ليس بجدّي و اجتهادي إنما بفضل الله و منّه عليّ..
لِـ "سنة ثانية": أقول؛ وداعًا .. وداعًا يا كُلّ إحباطاتي.. لن أتخلّى عن آمالي و أحلامي.
لِـ"سنة ثالثة" : أحمل هواجسًا وَ مخاوف ..وَ كان الله في عوننا..!
***
للذين وقفوا بجواري..والديّ/أهلي/صديقاتي/أحبّتي:
كونوا معي دائمًا.. ، أنا لن أستطيع مواصلة الطريق بدونكم..!
مليون "شُكرًا" لكم ،
وَ لـِ من ظَلّ صامدًا يقرؤني حتى هذه النقطة.
هنا تجدون:
سنةٌ .. في كُلية الطب ~
"و أهم ما تعلمته هو ؛ إن أردت أن أقارن نفسي بشخص ما، فليكن هذا الشخص أنا"
رائع جداً يا أخيتي
جميلٌ أن نرانا نكبر ونتطور بالتالي نقارن أنفسنا بأنفسنا السابقة
مدونتكِ جميلة ،راقت لي :)
موفقة في ماتبقى لكِ من سنين الطب
الأجمل مروركِ من هنا أخيّة ^^
وَ إياكِ إن شاء الله ..