رباب عبدالله
.


"سنة رابعة" .. هذه السنة التي تفاءلتُ بها كثيرًا ، حيث المخرج من (عنق الزجاجة) إلى (الفضاء الرحب)..!
سنة رابعة؛ عبارة عن نصفين لا يمتان لبعضهما بصلة.. حيث أن النصف الأول يمثل "بقايا" العلوم الأساسية في الطب. و النصف الثاني يمثل "مقدمة" للمرحلة السريرية.. لكأنّ النصف الواحد منهما يشكل سنة مفردة..
و لستُ أذكر شيئًا من النصف الأول سوى أنني كنتُ أصارع اليأس، و فكّرتُ فعليًّا في أن أترك الطب، لولا أن هداني الله إلى بصيص من أمل..!
و أما في المرحلة السريرية؛ "حياة المستشفى"، حياة تختلف عن الحياة الجامعية.. فالضغوطات هنا أقل، لكن المسؤولية أكبر..
لا أقول أن المرحلتين غير مترابطتين، بل على العكس، فبقدر فهمك للعلوم الأساسية يكون استيعابك للأمراض أفضل.
بدأتُ هذه المرحلة بتفاؤل، و على قدر تفاؤلي لم أستطِع أن أُخفي مخاوفي، إذ أنها المرة الأولى التي أتعامل فيها مع مرضى حقيقيين!! 
طالبة تتعامل مع مرضى؟!! طالبة!! "يعني جاية تتعلم علينا" !!
نعم، كنت مُحبطة، كيف لي أن أقوم بفحص مريض يتألم أو أن "أستجوبه" لأجل أنني أريد أن أتعلم فحسب؟
كان تقبّل هذا الأمر صعبًا بالنسبة لي، لكنني اقتنعتُ في النهاية لأنها الطريقة الوحيدة للتعلم، الطريقة الوحيدة لأكون طبيبة على قدر المسؤولية. و كما أن بعض المرضى قاموا "بطردنا"، فإن كثيرًا غيرهم رحبوا بنا و شجعونا بدعوات التوفيق، دعواتهم تلك كانت كفيلة بأن تنسينا شيئًا من همومنا.

و إن أتينا على ذكر الهموم، فإن أكبر همومي خلال هذه المرحلة لم يكن صعوبة المواد، إنما "ضياعي" بينها و بين ما يتوجب عليّ أن أتقنه خلال هذا المستوى و كيفية تطبيقه..
شعرتُ بالضياع في كثير من الأحيان، تمنيتُ لو أن يدًا تضيء لي شمعة، ترشدني، تمسكني حين أتعثر!
إنما تعلمتُ أن المحاولات و التجارب هي المرشد، و الذي يخاف الفشل لن يكون مبدعًا..!
كما علمتني هذه المرحلة أن أبذل أفضل ما لدي حتى لا أندم، و أن أتوقع الأسوأ حتى لا أُصدَم.
**

تبقى من مشواري الدراسي سنتان، و من مشوار الاجتهاد و الإبداع العمر كله..
شكرًا لوالديّ، لأهلي و أحبتي و كل من مد يد العون..
أنا بعونكم/بدعواتكم أواصل إن شاء الله.. 

هُنا تجدون:

0 التعليقات

إرسال تعليق

Join me on Facebook Follow me on Twitter