.
قبل ستة أشهر كان موعدي لمتابعة السكر مختلفًا حيث جعلني أنظر للسكري من ناحية أخرى لم أكن أراها..
كنتُ أظن أن ذلك الموعد سيكون كغيره، أدخل، أطمئن على آخر التحاليل، أخبر الطبيب أن أموري كلها على ما يرام، ثم أخرج... لكن حدث ما لم يكن في الحسبان! بدأت الطبيبة تسألني عدة أسئلة دقيقة عن سكري أنا نفسي لا أعرف إجاباتها.. انزعجتُ، ليس من الأسئلة، بل مني أنا... لماذا ما عدت أهتم كالسابق؟
استنتجت الطبيبة أن سكري لم يكن مستقرًا في الفترة الأخيرة فقامت بإعطائي موعدًا آخر بعد شهر.
خرجتُ من العيادة مشتتة الذهن، أتساءل: كيف وصلتُ لهذه المرحلة؟ و لماذا أنا غير قادرة على الرجوع لوضعي السابق؟
قضيتُ تلك الليلة أفكر بالموضوع و أقرأ عن حالة تسمى بِـ "انهاك السكري- Diabetes burnout" و على الرغم من معرفتي بهذه الحالة إلا أنني لم أفكر مسبقًا بأن الذي أمر به هو تلك الحالة ذاتها!
أتذكر أنني قبل سنتين كتبتُ تدوينة تساءلتُ فيها "هل أنا سكرية مهملة؟" ذكرتُ فيها أن "الاعتراف" هو أول خطوة للعودة لجادة الصواب، و الحقيقة أنني بعد "اعترافي" ذاك لم ألحظ أي تحسن سوى محاولات فاشلة مني للاهتمام بسكري بين الحين و الآخر.. و من الطبيعي أن "أفشل" لأن الأمر أعقد من ذلك بكثير.. فأنا ما كنت أعرف أني أعاني من "انهاك السكري" سوى في في الأشهر الأخيرة الماضية.. و لم أكن أستوعب آنذاك أن مروري بهذه المرحلة هو نتيجة طبيعية لتعايشي مع "داء مزمن" يرافقني كل يوم، كل ساعة، كل ثانية... و بالرغم من كونها "نتيجة طبيعية" إلا أنه لا بد من علاجها..!
كنتُ مخطئة حينما قلت أن الاعتراف هو أولى الخطوات، بل لا بد من معرفة المشكلة من أساسها و استيعابها.. "الوعي أولًا"
ربما قبل سنوات، لم أكن أحسب أنني في يوم من الأيام سأصل لدرجة الاحتراق و الإنهاك من السكري، كنت متفائلة على الدوام -و ما زلت- ، كنتُ أنظر للسكري من الجانب الإيجابي دائمًا، كنت أهتم بسكري و أحرص أن تكون مستوياته طبيعية، لكنني ربما لم أهتم كثيرًا للناحية النفسية.. كنتُ أحكم على الأرقام لأني أراها.. متجاهلةً "ما لا أراه"..
أصدقائي السكريين، لي و لكم أقول:
-الحياة مع السكري تتطلب الكثير من الجهد والتفكير المتواصل، و لذا فمن الطبيعي أن تصل لمرحلة الإنهاك، فهمك لهذه المرحلة سيساعدك على تخطيها.
-علاج الإنهاك قد يتطلب بعض الوقت، لا بأس في ذلك، المهم أن تخرج منها..!
-قد تحتاج للمساعدة من الفريق الطبي.. لا تتردد في طلبها أبدًا، و تذكر أنك لست وحدك..
-لا تنعت نفسك بالإهمال، و لا تسمح لأحد بأن يفعل ذلك!
-رفقًا بنفسك، لا تحملها فوق طاقتها!
*مواضيع ذات صلة:
إرسال تعليق