رباب عبدالله


.

كالحيرة التي ختمتُ بها هذه السنة.. الآن أحار كيف أبدأ تدوينتي هذه..!
سنتي الثالثة في التخصص… أتذكر جيدًا الأسابيع الأولى، مع الحماس الذي كنتُ فيه، و الروتين اليومي الذي كنت أحلم به…. فجأة، تهاجمني المهام الدراسية الكثيرة.. ما بين مذاكرة و اختبارات و واجبات و محاضرات…. ذكرتني هذه السنة بِـ (سنة ثالثة في كلية الطب)  في ضغوطها و ازدحامها.. 
أتذكر أني لكثرة ما عليّ من مهام دراسية و تشتتي بينها، كنتُ أترك كل شيء جانبًا لأفكّر فيما علي انجازه و كيف…! كالمقيد الذي لا يعرف كيف يتحرك، هكذا كنتُ أشعر…! تخلصتُ من هذه الحالة بعد عدة أيام، و لعلّ الذي قادني للوصول إلى هذه المرحلة هو أنني كنتُ أتوقع من نفسي الكثير.. لكنني في الحقيقة كنتُ مُجهَدة..! 

و هنا أتذكر أيامي في كلية الطب، حيث كنتُ أبحث عن طريقة كيف أذاكر (بذكاء) و ليس (بجهد)… قرأتُ كتبًا عدة، و لكني خلصتُ إلى نتيجة واحدة و هي أن هذه الطريقة غير موجودة أو على الأقل يصعب تطبيقها في كلية مثل كلية الطب، و أن السبيل  لتجنب الإرهاق و تحقيق النجاح هو (ترتيب الأولويّات).. نعم، التركيز على الأولويّات… 

كنتُ غارقةً في انجاز المهام لحظةَ أدركتُ أنّي قضيتُ جُلَّ سنوات عمري الماضية في الدراسة، و أنّ الحياة التي أريدها لم أعشها بعد… وتساءلتُ يا ترى إن لم يكن الآن، فمتى؟! 
إنّها الأولويات… هذه المرة لا أتكلم عن أولوياتي الدراسية، بل أولوياتي في هذه الحياة
لا أريد أن أشعر أنّي في سباق، و ما عاد يهمني أن أكون الأفضل.. يكفيني أن أُتقِن عملي و أن أؤديه بإحسان..
ففي هذه الحياة ما هو أولى من العمل و الدراسة..! 
..

و على الرغم من كل ما ذكرته، فأنا لا أُنكر أنها كانت سنة رائعة..! نشرتُ خلالها أول ورقة علمية، نزلتُ إلى الميدان و تعلمت الكثير في مُختلف المجالات الوقائية، و ما زلتُ أتعرف على زملاء رائعين و معلّمين متمكنين في كل مكان.

ما حكايةُ الحيرة التي ختمتُ بها هذه السنة؟! لعلّي أذكر ذلك في تدوينة (أربع سنوات في الطب الوقائي)، سنتي الأخيرة و التي انقضى منها أسبوعان، بالتأكيد لن تكون سنةً سهلة، و لكن أسأل الله أن يهوِّن علينا صعوباتها. 




تقرؤون أيضًا:



بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.
 

نهضتُ من السرير فجرَ عيد الأضحى، كنتُ مُتعبةً بعض الشيء و أشعر بالعطش، قلتُ في نفسي لا بد أنه ارتفاع في السكر..! 
أخذتُ جهاز قياس السكر.. فكان الرقم  الظاهر يزيد على ٤٥٠.. لم أكن متعجبة و لا مندهشة، كأنني أنتظر هذا اليوم، لكن… ليس في هذاالوقت..!! 
الفجر.. عيد الأضحى.. و أمامي اختبار قريب…؟! هذا ما كان ينقصني..!! 
لعلَّ الأمر يبدو بسيطًا.. مجرد أن آخذ جرعة تصحيحية و أغير أداة التشريب للمضخة (infusion set) كما كنتُ أفعل في مرات عديدة حينما تصادفني نفس المشكلة.. لكن الأمر هذه المرة مختلف

قبل بضعة أيامٍ من حدوث هذا الارتفاع، واجهتني مشكلة في مضخة الأنسولين، رسالة خطأ متكررة.. 
حتى الوقت الذي قررت مضختي أن تعطيني رسالة الخطأ تلك كان "خطأً".. في أول ليلة من اجازة العيد، قُبيل منتصف الليل..! 
استطعت تجاوزها بعد عدة محاولات، و عادت المضخة تعمل بشكل طبيعي "على ما يبدو"، و على أية حال؛ اتجهت على الفور للصيدلية لأشتري الأنسولين القاعدي كبديلٍ للضخ المستمر لو توقفت المضخة فجأة..! 

في اليوم التالي تواصلتُ مع قسم الدعم التابع للشركة و أعلموني أنه لا بد من ايقاف استخدام المضخة و التحويل لأقلام الأنسولين… لكن فضلتُ أن أستمر على المضخة مع ملاحظة السكر باستمرار إلى ما بعد اختباري أو على الأقل إلى حين انتهاء إجازة العيد.. لكن مضختي العزيزة لم تأبَه بخططي و قررت أن تفاجئني فجر العيد..! 

أخذتُ جرعة تصحيحية، قبل أن أفصل المضخة قلتُ ربما ارتفاعٌ عارِض، كنتُ أتمسك بأضعف احتمال، لكن بعد سُويعات ما زال سكري مُرتفعًا.. و هكذا كان لا بد لي أن أودّعها الوداع الأخير..! 

و بدل أن أستمتع بالعيد كان بالي مشغولًا بسكري.. فقد اعتدت على المضخة التي عشتُ معها ثمانِ سنوات لم أفصلها أكثر من نصف ساعة..! 
حقنٌ متكرر، متابعة مستمرة، تعديل للجرعات.. وَ نظامٌ جديد! 
حادثةٌ -و إن كان وقتها غير مناسب- أعادتني للانتظام على متابعة السكر… مهمّة ثقيلة، لكنها "مُهمّة"..!

قرابة سبعة أشهر مرت بدون مضخة الأنسولين… 
هناك تحسن طفيف في نسبة السكر التراكمي عن السابق و لعل الأمر يعود إلى المتابعة المستمرة.. 

استصعبتُ هذا التحول بادئ الأمر، خاصة و أني لم أعتد على هذا النظام، و أكثر ما أفتقده هو المرونة في أخذ جرعات الأنسولين، و عدم حاجتي للانتظام على جرعة الأنسولين طويل المفعول في وقت ثابت يوميًا..!

مضخة الأنسولين أحدثت تقدمًا جليًا في علاج السكري، سواءً من ناحية التحكم بمستويات سكر الدم أو من ناحية "جودة الحياة"..

و لكن أقول لعلها خِيرة، فتحت لي بابًا للبحث عن البدائل المتوفرة و التعرف أكثر على التطورات التي سمعت بها سابقًا مثل "الحلقة المغلقة".. و الحمدُ لله على كل حال. 

بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.

أعود لأكتب شيئًا من تجاربي في برنامج الإقامة؛ على غرار سلسلة (سنواتي في كلية الطب)..

و على قدر الحماس الذي يملؤني الآن، ما زلتُ أتذكر نهاية سنتي الأولى في البرنامج، كنتُ مُحبَطة إلى أبعد حد.. لقد بدأتها بطموح و حماسٍ يصلان إلى عنان السماء! ثم ما لبثت شعلة  الحماس تنطفئ تدريجيًا.. على الرغم من أني قد أنهيت السنة بنجاح و بجدارة.. اتخذتُ قراري بتأجيل سنة، جاء هذا القرار بعد تفكيرٍ وَ حيرةٍ بين أمرين كان أحلامها -في ذلك الوقت- مُرُّ.. أما الأسباب التي دفعتني لذلك فيطول شرحها و ليس هنا مكانها، و على أية حال فأنا لستُ نادمة على هكذا قرار، فقد تبيّن لي فيما بعد أنه قد جاء لصالحي و أحمد الله الذي هداني إليه.. 


سنتي الأولى كانت مميزة من عدة نواحٍ؛ فهي أولى سنوات (الدراسات العليا) التي تختلف عن مرحلة البكالوريوس.. و لكل برنامج و تخصص في هذه المرحلة ما يميزه، إنما -بشكل عام- في هذه المرحلة يكون التركيز على المهارات التي تحتاجها في التخصص، و اكتساب هذه المهارات و تطويرها هي في المقام الأول مسؤولية المتدرب..  

و من الأشياء التي امتازت بها هذه السنة أيضًا أني كُنتُ بعيدة عن عائلتي و هو أمرٌ لم أعتد عليه أبدًا.. فما قولكم في فتاة لم تعتد على أن تطهو أو تكنس أو تغسل، ثم فجأة ترى نفسها في شقةٍ لوحدها تبعد عن أهلها عشرات عشرات الكيلومترات..! حسنًا، لقد كانت فرصة جيدة للتعلم..! و أعني ذلك حقًا هههه.. ما عدا الطبخ …فقد اضطررت للطبخ في مرات قليلة، و لا تسألوني عن المرات "الكثيرة" :) 


سنتي الثانية، على عكس سنتي الأولى قضيتُ أغلب وقتي بجوار عائلتي حيث امتازت هذه السنة بتجربة الدراسة عن بعد.. و هي تجربة مميزة إلى حد ما إذ كنا -جميع الأطباء المتدربين في نفس المستوى في المملكة- ندرس نفس المحاضرات مستفيدين من خبرات المختصين في شتى المجالات و من جميع المناطق.. 

و من المميز فيها أنّي بدأت بالانطلاق.. بدأت أتقبل الأمور كما هي.. و أركز على الأشياء التي بإمكاني تغييرها.. تعلمت من تجربتي في السنة الأولى ألا أرفع سقف توقعاتي، و لكن أن أحرص على تطوير نفسي.. 


تتضمن السنتان الأوليان في البرنامج تجربة العمل الإكلينيكي في مختلف التخصصات؛ كالأطفال و الباطنة و الأسرة و غيرها.. تجربة تُشابه إلى حدٍ ما تجربة الامتياز -مع اختلاف المسؤوليات و الأهداف-. خلال هذه الدورات الإكلينيكية صادفتني بعض المواقف و التعليقات و التساؤلات التي تبين أن الكثير من الأطباء لا يعرفون شيئًا عن التخصص فضلًا عن أولئك الذين لا يعلمون بوجوده.. و هنا أنا لا ألومهم كون التخصص من التخصصات الجديدة و لعلّ مسؤولية التعريف بالتخصص تقع على عاتقنا نحن.. و ربما كان من محاسن جائحة (كورونا) أن بينت أحد جوانب هذا التخصص و أهميته.. و من الأمور التي أسعدتني أثناء تدريبي في بعض التخصصات أن التقي بأطباء الامتياز و أجيب على تساؤلاتهم حول الطب الوقائي و أن "أروّج" لتخصصي :)


و لعلّي هنا أعود بذاكرتي للوراء قليلًا، حينما كنتُ في مرحلة الامتياز إذ كان السؤال الذي لا بد من أن يُسأل في كل مرة (ما التخصص الذي تريدينه؟) و حينما أجيب بِـ (طب المجتمع- الطب الوقائي) تأتيني الردود من قبيل (ما هذا التخصص؟) (لم نسمع به من قبل)  و لكن أسوأ ما في الأمر أن يأخذ البعض عني انطباعًا أني اخترت التخصص لأني لا أحب العمل (و لا أعرف كيف يتوصلون لهذه النتيجة الجهنمية.. و ذلك جعلني أتجنب الإجابة على هذا السؤال خاصة في بداية "الروتيشن").. و المستغرب أن من يعرف مستواي يسألني (لماذا إذن تريدين هذا التخصص؟) و كأن حُب الشخص للتخصص يُحدّده مستواه..! اختيار التخصص لا بد أن يأتي عن رغبة و "شغف" و بدون الرغبة لا أراني قادرة على اتمام المسير و بدون الشغف لا أراني قادرة على الإبداع… اخترتُ تخصصي لأني"وجدتُ نفسي" فيه دون سواه و لهذا أستطيع القول أني مستعدة لأن أقضي حياتي فيه دون ضجر خاصة إذا ما توفرت البيئة المشجعة و المناسبة..  



و أخيرًا، تلك كانت سنتان ازددتُ فيهما عِلمًا و خبرة، و تعرفت فيها على الكثير..

سعيدة بالعمل مع زملاء رائعين، فخورة بالتدرب على يد أساتذة و أطباء متميزين.. ممتنة لكل من علمني و ساعدني و أرشدني و شجعني.. جزاكم الله خير الجزاء.

سنتان أُخريان، و أطوي هذه المرحلة إن شاء الله.. و لا أقول أن الوقت مبكّرٌ للتفكير فيما بعدها، و لكن أسأل الله التوفيق و التيسير و الهداية.. 




هنا تقرؤون:


"سنة الامتياز".. مسك الختام


بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.

تمرّ السنوات، و لا أزال أتذكر ذلك اليوم كأنما هو البارحة
عشر سنوات؟ كيف مضت بهذه السرعة؟!
نعم، كثيرٌ من الأشياء تغيرت.. إنما؛ ما يزال السكري صديقي الذي يرافقني ليل نهار.. أحببته أم كرهته..
كيف مضت هذه السنوات العشر؟
أتذكر أيامي الأولى بعد التشخيص، أحاول أن أتقبل الأمر و أتعايش معه.. أخفي إصابتي عن كثير ممن هم حولي.. أعلّل تجنبي للسكر  بأني قررت أن أتبع حمية صحية.. 
بكيت كثيرًا، لكن بصمت.. لماذا كنتُ أبكي؟ لم أكن مستاءة من النظام الجديد، بل كنت أخشى المستقبل..!
قررت أن أنظر للأمر من جانبه الإيجابي، و ألا أدع هذا الرفيق الجديد يمنعني من أن أعيش حياتي التي أريدها..!
عشتُ معه أيامًا "حلوة".. كما عشت معه أيامًا مُرة..
في كثير من الأحيان كان السكري دافعي الأول لخوض التحديات.. دخول كلية الطب مثلًا..!
و في أحيانٍ أخرى؛ كنتُ أتمنى لو يتركني هذا الصديق ليوم أو ساعات فقط..، مثل ليلة الاختبار التي لا أستطيع التمييز فيها بين أعراض "لخبطة السكر" و بين أعراض قلق الاختبار.. أتذكر أنّي بعد تلك المعاناة قررت أن أستخدم جهاز قياس السكر المستمر.. و هنا أقول شكرًا للتقنية التي بفضلها أصبحت حياتي مع السكري أسهل بكثير..!
لا أعلم ما إذا كان في يومٍ من الأيام سيتوصل العلماء لعلاج للسكري، و لكن ما عاد هذا الأمر يهمني كثيرًا كالسابق.. ربما فقدت الأمل في ذلك و ربما اعتدت على حياتي معه..
دعم العائلة و الأصدقاء، التقنية الحديثة، و توفر الرعاية الصحية، و تقبلي لهذا الصديق.. كلها أمور بدّدت مخاوفي و ساعدتني على  أن أعيش حياة طبيعية و أسعى لتحقيق أحلامي!

لأنا التي قبل عشر سنوات أقول:
"اليوم" كان قبل عقد من الزمان ذلك المستقبل الذي كنت أخشاه.. ها أنا أعيشه بكامل صحتي، و الحمد لله..

لا أعلم كيف سيكون الحال بعد عشر سنوات أخرى، إنما لست قلقة من العيش مع السكري.. و لو أمدني الله بالعمر و الصحة، فأرجو أن أحقق ما أسعى إليه بإذن الله..
 

بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.

يبدأ الإنسان في طرح الأسئلة في مراحل مبكرة من حياته.. أتأمل أحيانًا في الأسئلة "العجيبة" التي يطرحها أطفال عائلتنا، يسألونني مثلًا: "ماذا تفعلين؟"، فأجيبهم، ثم يسألونني "لماذا؟".. ُأجيب، لكنهم لا يكتفون بهذا بل يواصلون بـ "لماذا؟" و "لماذا؟" إلى أن أعجز عن جوابهم ثم أضطر إلى تغيير الموضوع و أحيانًا لا تنطلي عليهم هذه الخدعة بل يعاودون السؤال! أتساءل يا تُرى هل كنت أسأل (لماذا) كثيرًا حينما كنت طفلة؟

الأسئلة؛ هي الوقود الذي يحركنا حتى نصل للإجابات "الاكتشافات/ الحقيقة"، الخطوة الأولى للتعلم.. و أساس كل بحث سؤال.. (سؤالٌ، فبحثٌ، فإجابة)

نكبر، و تكبر معنا أسئلتنا.. و أحيانًا قد نحتاج لوقت طويل حتى نصل للإجابة.. 
مع بداية مرحلة المراهقة، كان السؤال الذي يشغلني على الدوام هو (من أنا؟).. كيف أعرّف نفسي؟ بِاسمي؟ بانتماءاتي؟ بهواياتي؟ بطموحاتي؟.. كان هذا السؤال بداية رحلتي في "البحث عن الذات" ، لا أستطيع القول أني وجدت إجابة شافية حتى الآن، لكني عرفت الكثير عن نفسي ـ و عرفت أنّ (أنا بالأمس) ليست (أنا اليوم) و لن تكون (أنا في المستقبل)، طبيعتنا نحن البشر أن نتغير... (هل يوجد شيء ثابت يمكن أن يُعرّف الإنسان به نفسه؟)

أما الآن فأفكر بأسئلة أخرى مثل: 
-(ما غايتي في هذه الحياة؟) قد تبدو الإجابة لي واضحة، و لكن (كيف أصل لهذه الغاية؟)
-(من الشخص الذي أريد أن أكونه؟) من سأكون مستقبلًا...

الأسئلة التي تتمحور حول "الذات" من أصعب الأسئلة التي قد تحتاج لكثير من التفكير و التأمل.. فهي ليست كتلك الأسئلة التي ستجد إجابتها بالبحث في العم "قوقل" أو بسؤال من يفوقك خبرة، أو حتى باتباع "منهج علمي".... لأنك أنت وحدك من تعرف نفسك و أنت وحدك من تملك الفدرة على الجواب.

بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.


مع نهاية شهر ديسمبر الماضي، تم ابلاغ منظمة الصحة العالمية عن عدة حالات مصابة بالتهاب رئوي مجهول السبب في مدينة ووهان في الصين كان أغلبها مرتبطًا بسوق للحيوانات و البحريات. بعد ذلك بأيام أُكتشف سبب تلك الحالات و هو فيروس من فصيلة "كورونا"  لم يكن معروفًا من قبل. 
ماذا يعني فيروس "لم يكن معروفًا من قبل"؟... يعني جهلنا بمسبباته، طرق انتقاله، مدة حضانته في جسم الأنسان، كيفية الوقاية منه، مدى ضرره، و علاجه.. كل ذلك، حتى تتوفر المعلومات الكافية.. و حتى هذه اللحظة فقد تم نشر العديد من الأبحاث التي تمكنت من الإجابة على هذه الأسئلة، و ما زالت الأبحاث مستمرة.. (شكرًا لمن سخر العلم في خدمة الإنسان)

كنت آخذ نظرة على آخر الأخبار متساءلة: هل سيصل إلينا؟ الأرقام تتزايد بشكل خرافي، مما يعني أن هذا الفيروس سريع الإنتشار و ليس بمستبعد أن يصل إلينا.. في الوقت ذاته، كنت مطمئنة للتدابير الوقائية التي اتخذت من قِبل وزراتَي الصحة و الداخلية.
لماذا هذه الإجراءات؟ هل المرض خطير؟
تتفاوت شدة المرض من شخص لآخر، و بغض النظر عن شدته، فإن الفيروس -كما أسلفت- سريع الانتشار، و سرعة انتشاره تعني تزايد عدد الحالات للحد الذي يفوق الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية مما قد يسبب عجزًا في تقديم الرعاية الصحية لمن يحتاجها و هنا يكمن الخطر.. اتخاذ هذه التدابير الوقائية من شأنه أن يجنبنا الوصول لهذه المرحلة.

سُجلت أول حالة في المملكة مع بداية شهر مارس ثم أخذت الحالات بالازدياد، و هو أمر متوقع – وحتى كتابتي لهذه الكلمات فقد تم تسجيل ٥٦٢ حالة بحسب آخر إحصائية من وزارة الصحة. 
هل هو رقم ضخم؟
حسنًا، ما زال الأمر تحت السيطرة و جميع الإجراءات الوقائية التي اتخذت من قبل الدولة تبعث على الاطمئنان..
الأمر لا يستدعي الهلع، و لكن يستدعي الحذر.. فالحذر في ظل هذه الظروف واجب – التزامنا يصنع الفرق، و بإذن الله سنخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، سننتصر!

كونوا بخير 

روابط ذات صلة:


بقية الموضوع »
رباب عبدالله
.


قبل ستة أشهر كان موعدي لمتابعة السكر مختلفًا حيث جعلني أنظر للسكري من ناحية أخرى لم أكن أراها.. 
كنتُ أظن أن ذلك الموعد سيكون كغيره، أدخل، أطمئن على آخر التحاليل، أخبر الطبيب أن أموري كلها على ما يرام، ثم أخرج... لكن حدث ما لم يكن في الحسبان! بدأت الطبيبة تسألني عدة أسئلة دقيقة عن سكري أنا نفسي لا أعرف إجاباتها.. انزعجتُ، ليس من الأسئلة، بل مني أنا... لماذا ما عدت أهتم كالسابق؟
استنتجت الطبيبة أن سكري لم يكن مستقرًا في الفترة الأخيرة فقامت بإعطائي موعدًا آخر بعد شهر.

خرجتُ من العيادة مشتتة الذهن، أتساءل: كيف وصلتُ لهذه المرحلة؟ و لماذا أنا غير قادرة على الرجوع لوضعي السابق؟
قضيتُ تلك الليلة أفكر بالموضوع و أقرأ عن حالة تسمى بِـ "انهاك السكري- Diabetes burnout" و على الرغم من معرفتي بهذه الحالة إلا أنني لم أفكر مسبقًا بأن الذي أمر به هو تلك الحالة ذاتها!

أتذكر أنني قبل سنتين كتبتُ تدوينة تساءلتُ فيها "هل أنا سكرية مهملة؟" ذكرتُ فيها أن "الاعتراف" هو أول خطوة للعودة لجادة الصواب، و الحقيقة أنني بعد "اعترافي" ذاك لم ألحظ أي تحسن سوى محاولات فاشلة مني للاهتمام بسكري بين الحين و الآخر.. و من الطبيعي أن "أفشل" لأن الأمر أعقد من ذلك بكثير.. فأنا ما كنت أعرف أني أعاني من "انهاك السكري" سوى في في الأشهر الأخيرة الماضية.. و لم أكن أستوعب آنذاك أن مروري بهذه المرحلة هو نتيجة طبيعية لتعايشي مع "داء مزمن" يرافقني كل يوم، كل ساعة، كل ثانية... و بالرغم من كونها "نتيجة طبيعية" إلا أنه لا بد من علاجها..!
كنتُ مخطئة حينما قلت أن الاعتراف هو أولى الخطوات، بل لا بد من معرفة المشكلة من أساسها و استيعابها.. "الوعي أولًا"

ربما قبل سنوات، لم أكن أحسب أنني في يوم من الأيام سأصل لدرجة الاحتراق و الإنهاك من السكري، كنت متفائلة على الدوام -و ما زلت- ، كنتُ أنظر للسكري من الجانب الإيجابي دائمًا، كنت أهتم بسكري و أحرص أن تكون مستوياته طبيعية، لكنني ربما لم أهتم كثيرًا للناحية النفسية.. كنتُ أحكم على الأرقام لأني أراها.. متجاهلةً "ما لا أراه"..

أصدقائي السكريين، لي و لكم أقول:

-الحياة مع السكري تتطلب الكثير من الجهد والتفكير المتواصل، و لذا فمن الطبيعي أن تصل لمرحلة الإنهاك، فهمك لهذه المرحلة سيساعدك على تخطيها.
-علاج الإنهاك قد يتطلب بعض الوقت، لا بأس في ذلك، المهم أن تخرج منها..!
-قد تحتاج للمساعدة من الفريق الطبي.. لا تتردد في طلبها أبدًا، و تذكر أنك لست وحدك..
-لا تنعت نفسك بالإهمال، و لا تسمح لأحد بأن يفعل ذلك!
-رفقًا بنفسك، لا تحملها فوق طاقتها!


*مواضيع ذات صلة:




بقية الموضوع »
Join me on Facebook Follow me on Twitter